تيست.. من الطبيشي إلى العالمية

عبدالله بن علي السعد - الدمام

منّ الله عليّ في السنتين الأخيرتين فكنت عضواً في فريق شركة الفنيون المتخصصون لفحص المعدات، وتم انجاز الكثير بحمد الله مما يمكن أن يسجل كقصة نجاح شركة.

الشركة السعودية بالكامل أسست من قرابة العشر سنوات بين كلاً من رجلي الأعمال أحمد اليامي وهو مستثمر يمتلك عدة شركات ومعه عثمان الزهراني وهو متقاعد من أرامكو بخبرة تجاوزت الثلاثة وعشرون عاماً، والجميل في الأمر أن الأستاذ عثمان يباشر العمل الإداري في الشركة بنفسه كرئيساً تنفيذياً لها، وهذا جعل القرار قريباً من العمل وسريعاً لإدراك الحدث، كما جعل المشاريع تخرج برؤية الملاك اللذين عاصروا التغيرات وتابعوا العقبات ووقفوا مع موظفيهم في وجه التحديات.

وبالتالي تبنوا الأفكار الجريئة التي طرحها الفريق وكانت نقلة نوعية ليس للشركة فحسب، بل ولمجال العمل في الفحص والحق يقال أن أكبر أسباب النجاح في تصوري كانت في تبني الرئيس التنفيذي للتطوير ودعمه له.

مما يميز الشركة ويستحق النشر مايلي:

• الإدارة سعودية في معظمها، فالشركة تتبنى توظيف السعوديين ليس فقط في الوظائف البسيطة والمتدربين، بل وحتى على مستوى المهندسين والمناصب الإدارية العليا، والعامل داخل الشركة يرى هذا التوجه الواضح، وكان له أثره في الدرجة التي حصدتها الشركة في برنامج اكتفاء، البرنامج القائم في أساسه على دعم السعودة وتمكين المورّد السعودي والموظف السعودي للقيام بأعماله والنجاح في مواجهة التحديات.
• التوسع الأفقي والعمودي، فقد امتدت الشركة جغرافياً حتى بدأت تصدر أعمالها للخارج ولازالت ضمن خطة توسع، وكذلك توسعت في قائمة الخدمات التي تقدمها وعملت على صنع نموذجها الإداري الخاص بها في إدارة العمليات المختلفة، كما تعمقت في نوع الخدمات التي قدمتها ضمن إطار العمل الواحد، فمثلاً توسعت في أعمال الفحص لتتجاوز المعدات الثقيلة إلى أعمال النفط والغاز وغير ذلك.
• الاعتماد العالمي، فتيست هي الشركة السعودية الأولى عالمياً في مجالها، وقد حصلت على اعتماد eiac الدولي لتكون جهة تفتيش معتمدة، متحدية ومزاحمة الشركات العالمية العاملة في نفس المجال، وتسبقها كونها شركة محلية تواكب توجه الدولة القادم وتزاحم بكفاءتها.
• أتمتة العمليات، فقد اتخذت الشركة قرارها بتكوين نظام إلكتروني كامل يشمل كافة العمليات، وتزامن ذلك مع قرار الشركة الحصول على الاعتماد الدولي، ولذلك عملت على تحليل النظام وبدلاً من التعاقد مع شركات البرمجة قامت بتوظيف فريق خاص بها يتبعها مباشرة، النظام الذكي المملوك لها بالكامل يمتاز بالعديد من المواصفات، فهو نظام ديناميكي قابل للتوسع وتلبية احتياجات الشركة الحالية والمستقبلية، وهو نظام مرن يستوعب المتغيرات وخطط الشركة التي تعمل على تحقيقها، وامتلاك الأصول يجعل من السهل على الشركة تخصيص البرنامج بما يحقق أهدافها الإدارية والفنية والمالية في وقت واحد، وبرغم صعوبة أتمتة العمليات الهندسية إلا أن النظام في تيست مبرمج بالكامل ليكون نظاماً إلكترونياً يقلل نسبة الخطأ ويحافظ على الوقت ويطور العمل بنفسه من خلال قراءة وربط المؤشرات ببعضها.
• كميزة استباقية قامت الشركة كذلك بدعم الأبحاث والتطوير، وأطلقت الطائرات بدون طيار في مجال الفحص مسجلة نقطة أخرى لصالحها ومسجلة من خلال شركة من شركاتها عدة براءات اختراع قدمها المهندس المعروف سعيد الزهراني، وتعمل الشركة على المزيد من المفاجآت ودعم مشاريع نوعية سيعلن عنها مستقبلاً بإذن الله، وكذلك رعت منصة الابتكار في ملتقى ومعرض راد لريادة الأعمال كجزء من مسئوليتها المجتمعية.
• التدريب، وهذه كلمة تتكرر في أماكن كثيرة، ولكن التدريب في تيست له بعد آخر، فالمتدرب لايمر على القاعات النظرية إلا في حدود ضيقة ويقضي معظم حياته المهنية كمساعد للفاحص في الميدان حتى إذا ثبت لدى الشركة كفاءة الموظف يبدأ في التدرج الوظيفي فيها مستكملاً مايحتاج إليه للتأهل وفق معايير أرامكو والمعاير الدولية. ويمر المهندس بشكل خاص ببرنامج طويل قد يمتد لعدة سنوات مما يؤهله بشكل متقدم في التخصص ويهيئه ككادر متميز بشكل استثنائي.

شركة الفنيون المتخصصون لفحص المعدات تجربة ناجحة وصلت لكسب ثقة أرامكو وسابك والشركات الكبرى، ويمكن الاستفادة منها وتطوير التجربة والمساهمة في الإضافة لها، فتحياتي لإدارتها والعاملين فيها.