إدارة تكاليف الموارد البشرية في الأزمات

عبدالله بن علي السعد - الدمام

 

يعمل الناس هذه الأيام تحت ظروف استثنائية، فالكوارث نادرة الحصول بحمد الله، وذلك فبعض التطبيقات جديدة على الإدارة والفريق. ولذلك فالتعامل السليم مع الوضع الراهن سيكون بمثابة الاستراتيجيات التي تقود المنشأة في محيط لايدرى عن أبعاده، تماماً كما فعل يوسف عليه السلام في استراتيجيات مواجهة السبع السمان والسبع العجاف.

هذا المستوى من التخطيط متقدم جداً ويحتاج إلى إدارة واعية متمكنة من العمليات لتستطيع ضبطه فمن خصائص هذه المرحلة:

1. تأثر الموارد المالية بحركة البيع.

2. زيادة المصاريف بحسب آليات المواجة.

3. التعثر في الأداء نتيجة المتغيرات النفسية والقانونية.

والدور هنا يكون بين لاعبين أساسين في المنشأة وهما:

1. الموارد البشرية.

2. التسويق والمبيعات.

يهمني في هذا المكان اللاعب الأول، فعلى إدارة الموارد البشرية أن تعمل بجهد لتقليص التكاليف وتوفير السيولة لتتمكن من الوفاء بواجباتها، ومن أبرز مهامها:

1. تحديد قنوات الدعم وضوابطها ومن هنا سيتمكن من معرفة التوزيع المناسب لموظفي المنشأة.

2. تصنيف الموظفين وتوفير كافة البيانات التي يحتاجون معرفتها للنظر والاستفادة من فرص الدعم.

3. ترتيب الأولويات ووضع معايير الانتقاء التي سيتم من خلالها التعامل مع موظفي المنشأة.

ملف ننصح بالاستفادة منه: كيف تستفيد من قرار دعم المنشآت

سينتج عن هذا الخيارات نوعين من الموظفين، كما في مصفوفة الدعم والحاجة أدناه:

وسيكون لدينا الخيارات التالية:

1. موظف يمكن توفير دعم خارجي له وتحتاجه المنشأة في الوقت نفسه، فهذا سيبقى دون تعثر في وضعه وستقوم المنشأة بدفع بقية التكاليف له لضمان استقراره النفسي والوظيفي وثبات أدائه المهني.

2. موظف يمكن توفير دعم خارجي له ولكن الحاجة له غير ماسة فسيبقى جزء من تكاليف في يد المنشأة، إن شاءت تحملت بقية تكاليف، وإلا اكتفت بحجم الدعم الممنوح له وبقي على ملاك المنشأة دون الاستفادة الكاملة منه، ويمكن التفاوض معه لو احتيج له بمقابل يعادل ساعات العمل الاضافية.

3. موظف تحتاجه المنشأة وغير مدعوم فالتعامل هنا سيكون مقدراً بحسب الحاجة ويوجد أكثر من سيناريو لإدارة هذه الحالة ومنها:

* تقليص ساعات العمل والتفاوض على راتب جديد.

* اعفائه من بعض الالتزامات ومنحه بعض الخصائص كالعمل عن بعد (مالم يفرض العمل عن بعد).

4. يوجد موظفين غير مدعومين ولا تحتاجهم المنشأة، فهؤلاء قد يتم التعامل معهم وفق الضوابط القانونية التي تنص عليها أنظمة  الدولة لتنظيم العمل، ويمكن الاستغناء عنهم أو بقائهم وفق ضابطين:

* عدم مخالفة القوانين الرسمية.

* تقدير حاجة المنشأة ونتائج المفاوضات مع الموظف.

هذا كله سيتم بعيداً عن العمليات التشغيلية ويتم الحركة فيه بسرعة وسرية وبمشاركة مع متخذي القرار والمؤثرين فيه فقط دون الحاجة لإشراك عموم الموظفين فيه. والنتائج التي سيخلص لها هذا العمل ستكون خطة المنشأة الاستراتيجية في هذا الباب وتحتاج إلى الآتي:

1. دعم كامل من الإدارة للخطة والعمليات التابعة لها.
2. متابعة مستمرة ولصيقة من المكلفين بالتنفيذ والإدارات المعنية.
3. العمل كفريق واحد لضمان السلامة والخروج من الأزمة بإذن الله.

ويوضح الشكل أدناه ملخص العملية:

كما أن هناك دور لابد من قيام الإدارة العليا به بالتنسيق مع مدراء الأقسام وهو دور المفاضلة في الفريق واختيار الأكفأ، ويوضح الشكل أدناه هذا الدور:

وقبل كل شيء نوصي بالآتي:

1. التوفيق من الله ولابد من اللجوء إليه وسؤاله التوفيق والسداد والاجتهاد في العدل والموضوعية.

2. التدرج في القرارات بحيث نحاول المحافظة على الفريق والخروج سوياً من هذه الأزمة.

3. ضرورة التعاون بين الجميع ونبذ المواقف الفردية والخلافات الشخصية وعدم إشراك أي أطراف خارج العلاقة المهنية في مواضيع النقاش.

4. اللجوء الدائم إلى الله لحفظ الجميع والحرص على سلامة المنشأة.

وفق الله الجميع..

 

لمزيد من المعلومات حول قرارات الدعم اضغط هنا

ولمزيد من المعلومات حول إصدار التصاريح للموظفين المستثنون اضغط هنا

 

This work is licensed under a Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International License.