
ظاهرة الاحتراق الوظيفي
د. محمد زيدان - مصر
(رحلة الموظف من الحماس إلى الانطفاء)
يُعرَّفُ الاحتراق الوظيفي بأنه حالةٌ من الإرهاقِ الشديدِ والاستنزافِ العاطفي، يترتبُ عليها شعورٌ مُتزايدٌ باللامبالاةِ والتشاؤمِ وفقدانِ الدافعية، ويصاحبُها تراجعٌ ملحوظٌ في الأداءِ المهني. هذه الحالة لا تنشأُ فجأةً، بل تتطورُ تدريجيًا نتيجةً لتراكمِ الضغوطِ والتحدياتِ في بيئةِ العمل.
أسباب الاحتراق الوظيفي:
عوامل تنظيمية.
* ضغوط العمل المفرطة:
زيادةُ حجمِ العمل وتنوعِ المهام، وضيقُ الوقت المتاحِ لإنجازِها.
* غيابُ العدالة والمساواة:
الشعورُ بالظلمِ وعدمِ الإنصافِ في توزيعِ المهام والمكافآت.
* انعدامُ الدعم والتقدير:
عدمُ الاعترافِ بالإنجازاتِ والجهودِ المبذولة، وعدمُ توفيرِ الدعمِ اللازمِ للموظفين.
* غموضُ الأدوار وعدمُ وضوحِ المسؤوليات:
عدمُ تحديدِ المهامِ والمسؤولياتِ بشكلٍ واضح، مما يُؤدي إلى الارتباكِ والضياع.
عوامل شخصية.
* الشخصيةُ المثالية:
السعيُ الدؤوبُ إلى الكمالِ والمثاليةِ في الأداء، مما يُؤدي إلى الإرهاقِ والإحباط.
* التوقعاتُ العالية من النفس والآخرين:
وضعُ توقعاتٍ غيرِ واقعيةٍ من الذاتِ والآخرين، مما يُؤدي إلى خيبةِ الأملِ والفشل.
* صعوبةُ التكيف مع الضغوط:
عدمُ القدرةِ على التعاملِ بفعاليةٍ مع ضغوطِ العملِ والتحدياتِ المهنية.
نتائج الاحتراق الوظيفي:
للاحتراق الوظيفي تداعياتٌ سلبيةٌ على كلٍّ من الفردِ والمؤسسة، وتتمثلُ في:-
على مستوى الفرد.
* الإرهاقُ الشديدُ والمزمن:
الشعورُ بالتعبِ والإرهاقِ المستمر، وعدمُ القدرةِ على استعادةِ الطاقةِ والنشاط.
* الاستنزافُ العاطفي:
الشعورُ باليأسِ والإحباطِ والتشاؤم، وفقدانُ الشغفِ والحماسِ للحياة.
* التدهورُ الصحي:
ظهورُ مشاكلَ صحيةٍ جسديةٍ ونفسية، مثلَ اضطراباتِ النومِ والقلقِ والاكتئاب.
* المشاكلُ الاجتماعية والأسرية:
تأثيرُ الاحتراقِ الوظيفي على العلاقاتِ الاجتماعيةِ والأسرية، مما يُؤدي إلى التوترِ والصراعات.
على مستوى المؤسسة.
* انخفاضُ الإنتاجية:
تراجعُ مستوى الأداءِ والإنتاجية، وزيادةُ الأخطاءِ والتأخير.
* ارتفاعُ معدلِ دوران العمالة:
زيادةُ عددِ الموظفينَ الذين يُغادرونَ العمل، مما يُكبدُ المؤسسةَ خسائرَ ماليةً وبشرية.
* تدهورُ سمعةِ المؤسسة:
تأثيرُ الاحتراقِ الوظيفي على سمعةِ المؤسسةِ وجاذبيتها للموظفينَ الجدد.
سبلُ المواجهة والعلاج:
تتطلبُ مواجهةُ الاحتراقِ الوظيفي وعلاجَهُ جهودًا مُشتركةً من الفردِ والمؤسسة، وتتمثلُ في:-
على مستوى الفرد.
* الوعيُ بالذات:
التعرفُ على علاماتِ الاحتراقِ الوظيفي، والاعترافُ بوجودِ المشكلة.
* وضعُ الحدود:
تحديدُ حدودٍ فاصلةٍ بين العملِ والحياةِ الشخصية، وتخصيصُ وقتٍ للراحةِ والاسترخاءِ.
* ممارسةُ الرياضة والتغذيةِ الصحية:
الاهتمامُ بالصحةِ الجسديةِ من خلالِ ممارسةِ الرياضةِ بانتظامٍ وتناولِ الأغذيةِ الصحية.
على مستوى المؤسسة.
* توفيرُ بيئةِ عملٍ صحية:
خلقُ بيئةِ عملٍ إيجابيةٍ وداعمة، تُشجعُ على التعاونِ والتواصلِ الفعال.
* تقديرُ جهودِ الموظفين:
الاعترافُ بالإنجازاتِ وتقديرُ الجهودِ المبذولة، وتقديمُ المكافآتِ والحوافز.
* توفيرُ فرصِ التطوير:
إتاحةُ الفرصِ للموظفينَ للتطورِ والنموِ المهني، مما يُعززُ شعورَهم بالكفاءةِ والإنجاز.
بعد أن تعرفنا على الاحتراق الوظيفي، أسبابه، وتأثيراته، يبقى السؤال:
هل مررت بتجربة مماثلة؟
شاركنا تجربتك في التعليقات لنستفيد جميعًا.
صورة الموضوع ملك لـ: Nataliya Vaitkevich
من موقع: Pexels